محمد النجار-عمان دخلت تقنيه السيارات الكهربائيه ومحطات شحنها للاردن مؤخرا، في خطوه قد تحدث ثوره في بلد يستورد نحو 75 الف سياره سنويا، اضافه لكونها صديقه للبيئه. وسجل المستثمر عدنان حلاوه اول سياره تعمل بالكامل على الكهرباء رسميا في الاردن، تزامنا مع افتتاح اول محطه شحن كهربائيه تعمل على الطاقه الشمسيه في مدينه الحسن العلميه التابعه لجامعه الاميره سميه للتكنولوجيا.
ودفعت الظروف الصحيه حلاوه واستخدامه لتقنيات المحركات الكهربائيه نحو ادخال هذه المحركات للاردن لاستخدامها من قبل ذوي الاحتياجات الخاصه، ليتطور الامر لكل انواع المحركات حتى الترفيهيه منها، الى ان وصل الامر لادخاله اول سياره عاديه لاستخدامها من قبل عموم المواطنين لاسيما محدودي الدخل.
ويقول حلاوه انه اشترى هيكل السياره التي تحمل علامه شركته "الغصون" من احد مصانع السيارات في الصين، وقام بتركيب المحرك والبطاريات الكهربائيه عليها دون الحاجه لاي نوع من الوقود او الزيوت او مبرد (رديتر) الماء.
مبدا العمل
ويشرح حلاوه ان مبدا عمل السياره يقوم على شحنها في المنزل مباشره او في محطات الشحن الكهربائيه التي يتوقع انتشارها قريبا بتكلفه تقل عن دولار واحد (490 فلسا اردنيا)، وتسير بمتوسط 130 كيلومترا، وهي مسافه تحتاج لوقود تبلغ تكلفته نحو 20 دولارا، حسب سعر البنزين بالاردن.
وشاهدت الجزيره نت تجربه عمليه لشحن السياره من التيار المنزلي مباشره، كما اطلعت على تفاصيل السياره فنيا وتجربتها عمليا في الشوارع، حيث لم تختلف عن السيارات التي تعمل على الوقود من حيث الاضافات ووسائل الراحه.
ويلفت الى ان تكلفه صيانه السياره الكهربائيه في السنوات الخمس الثانيه من عمرها تبلغ 11.5% من تكلفه صيانه السيارات العاديه، كما ان سعر المحرك الكهربائي كاملا يبلغ نحو 350 دولارا فقط.
ويكشف حلاوه عن تفكيره ببناء مصنع للسيارات الكهربائيه في الاردن في حال تقبل الاردنيون هذا النوع من السيارات حيث يبلغ سعر السياره التي قام بتجميعها 9000 دينار (12.6 الف دولار)، ولا يتجاوز القسط الشهري لها ما تستهلكه السياره العاديه من البنزين.
ويستغرق شحن بطاريه السياره حوالي 6 ساعات عن طريق الشحن المنزلي، لكن هذه المده ستنخفض الى نحو نصف ساعه في محطات الشحن الكهربائيه مستقبلا والتي تعمل بطاقه كهربائيه اعلى.
اول محطه
وتزامن دخول اول سياره كهربائيه للاردن مع افتتاح اول محطه شحن كهربائيه في مدينه الحسن العلميه التابعه لجامعه الاميره سميه للتكنولوجيا في عمان.
وتعمل المحطه –وهي الاولى من نوعها في المنطقه العربيه- التي افتتحت قبل ايام على توليد الطاقه الكهربائيه بواسطه الطاقه الشمسيه ثم تخزين الطاقه الكهربائيه ونقلها للسيارات التي تعمل على هذه التقنيه.
وتنتج المحطه 26 كيلوواط في الساعه وبمعدل 10 الاف كيلو واط بالسنه، فيما تعمل الجامعه على مشروع ينتهي لبناء 100 الف محطه لشحن السيارات في الاردن وبمعدل 300 ميغاواط من الكهرباء بمشاركه بين القطاعين الخاص والعام.
وتهدف الجامعه من بناء المحطه الى ان تكون مرجعا للبحث العلمي والمساعده في مخرجات التعليم، تمهيدا للسير في مشروع بناء المحطات لشحن السيارات.
ووقعت الجامعه اتفاقيه لانشاء بنيه تحتيه كهربائيه شمسيه في مختلف محطات الوقود في المملكه وباستثمار يصل الى ملياري دولار حتى العام 2020.
اهميتها
ويتحدث رئيس الجامعه الدكتور عيسى بطارسه عن اهميه مثل هذه المحطات للاردن الذي يتمتع بطاقه شمسيه تعد من اعلى المعدلات في العالم، حيث تسطع الشمس بمعدل 5-7 ساعات خلال 300 يوم في السنه، ويتجاوز معدل الاشعاع الشمسي السنوي 1600 و2300 كيلوواط في الساعه.
وقال البطارسه للجزيره نت ان هذا النوع من السيارات والمحركات سيحدث ثوره في بلد يستورد نحو 96% من الطاقه من الخارج.
وتابع "اذا قرر الاردن الدخول في مشروع استراتيجي من هذا النوع فانه سيتجاوز تقلبات سعر النفط وتاثيره على الخزينه، حيث يعد سعر توليد الكهرباء عن طريق الطاقه الشمسيه ثابتا بل انه في تناقص كلما زاد التوليد والاستهلاك".
ويشير الى توفر البنيه التحتيه والكوادر العلميه والمدربه عوضا عن الحاجه الماسه لهذا النوع من الطاقه البديله لبلد يعاني من فاتوره الطاقه وسط تقلبات السوق.
غير ان بطارسه يتحدث عن بيئه تشريعيه غير ملائمه لنجاح مشروع كبير كهذا، ويذهب للمطالبه بقرار "سياسي استراتيجي جريء" يبدا من تشجيع المواطنين على توليد الطاقه وبيعها للشبكه العامه والاستفاده من تجارب رائده عالميا لاسيما المانيا وكندا واسبانيا وتركيا.
المصدر: الجزيره